بأثر رجعي.. هل تسبب ميركاتو 2022 في انهيار بايرن ميونخ؟

 


لم يقم بايرن ميونخ بالكثير من الصفقات خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، لكنه في المقابل تخلّى عن عدد كبير من لاعبيه.


فقد أعار العملاق الألماني مجموعة من لاعبيه لأندية أخرى، بينما باع ثلاثة لاعبين آخرين، من بينهم الثنائي ماتياس دي ليخت ونصير مزراوي اللذان انتقلا إلى مانشستر يونايتد.


الملفت للنظر هو أنه مع رحيل هذا الثنائي، لم يتبقى سوى لاعب واحد فقط من الصفقات التي أبرمها بطل ألمانيا في موسم 2022-2023.


في ذلك الموسم، ضم بايرن ميونخ 8 لاعبين إلى صفوفه، من بينهم مزراوي ودي ليخت، حيث كان الأخير هو الأغلى بين هذه الصفقات بقدومه من يوفنتوس مقابل 67 مليون يورو. كما شمل الموسم صفقات ساديو ماني، ماتيس تيل، ريان جرافنبيرش، يان سومير، دالي بليند وجواو كانسيلو.


**رحيل سريع**


تعاقد بايرن ميونخ مع دالي بليند في منتصف الموسم لمدة 6 أشهر فقط، لكنه لم يحصل على فرص لعب كثيرة، ليغادر الفريق بسرعة بنهاية الموسم.


الأمر نفسه حدث مع الحارس السويسري يان سومير، الذي تعاقد معه النادي في شتاء 2023، لكنه رحل سريعًا بنهاية الموسم.


أيضًا، انضم جواو كانسيلو إلى بايرن ميونخ على سبيل الإعارة من مانشستر سيتي خلال منتصف الموسم، لكن النادي قرر عدم تفعيل بند شراء اللاعب بنهاية الإعارة، فغادر بدوره سريعًا.


في الموسم الماضي، رحل ريان جرافنبيرش إلى ليفربول بعد عام واحد فقط قضاه مع بايرن ميونخ، وهو ما حدث أيضًا مع ساديو ماني، الذي انتقل إلى النصر السعودي بعد عام واحد فقط.


بعد مرور عامين على ميركاتو 2022، انضم كل من دي ليخت ومزراوي إلى قائمة الراحلين عن بايرن ميونخ، ليبقى ماتيس تيل كأحد القلائل المتبقيين من صفقات ذلك الموسم.


**حقبة التراجع**


تزامنت تلك الصفقات مع فترة صعبة لبايرن ميونخ، بعد تحقيق سداسية 2020 التاريخية التي أحرز فيها الفريق جميع الألقاب التي نافس عليها.


رغم أن هذه الصفقات كانت تبدو على الورق كتعزيز للقوة والجودة، إلا أن الواقع لم يحقق هذا التوقع. فقد عانى العديد من هؤلاء اللاعبين من قلة الفرص للعب بانتظام، وافتقد بعضهم الشعور بأهميته في أليانز أرينا، وبالتالي لم يتمكنوا من تقديم الإضافة المطلوبة.


منذ إبرام تلك الصفقات، لم يستطع بايرن ميونخ الحفاظ على هيبته، حيث كاد أن يفقد لقب البوندسليجا في نهاية الموسم، لكنه استفاد من تعثر بوروسيا دورتموند في الجولة الأخيرة.


ولم يتمكن النادي من تحقيق أي ألقاب منذ ذلك الوقت، مما دفع الثنائي الراحل حديثًا، دي ليخت ومزراوي، لمغادرة بايرن ميونخ وهما يحملان لقبين فقط (السوبر الألماني والبوندسليجا).


في ضوء هذه المعطيات، يبرز التساؤل حول مدى تأثير صفقات ميركاتو 2022 على تراجع أداء بايرن ميونخ، سواء كان ذلك بسبب جودة اللاعبين أو بسبب عدم قدرة النادي على الاستفادة منهم بالشكل الأمثل.